بناء الخريطة التقنية للمشروع الرقمي المنوي انجازه

جاء البرنامج التدريبي لهذين العنصرين، الثالث والرابع، ليلعب على الدينامكية التفاعلية بينهما. إذ لا يمكننا العمل على أي منهما ما لم نكن متمكنين أو مطّلعين على الآخر.
من هنا،
جاء البرنامج التدريبي ليضع الأساس النظري والعملي لمفهوم تكنولوجيا الاتصال، وعلاقتها بعملنا التنموي وكيف يمكننا تجسيد ذلك من خلال الأدوات البصرية والسمعية المختلفة.
ويعمل البرنامج التدريبي على مقاربة الموضوع من بعده التطبيقي. إذ تتم دعوة المشاركين إلى القيام بعمل تطبيقي مباشر وبإشراف ووجود المدربين كافة.
بمعنى آخر،
إذا كان الهدف من العمل التطبيقي تنفيذ برنامج عرض الكتروني مثلاً، يكون مدرب الكمبيوتر موجوداً كما يكون مدرب مبادئ وتقنيات التصميم البصري والسمعي موجوداً أيضاً. وهكذا يمكن للمشارك الاستفادة القصوى وتحقيق درجة عالية من الاكتساب.
من النقاط الايجابية الأخرى لهذه المقاربة، أن المشاركين يحرجون من الدورة التدريبية حاملين معهم منتجاً جاهزاً للاستعمال.
في افتتاح الورشة التدريبية،
يقوم المدرب بإعادة استعراض لما تم العمل عليه. ويركّز خاصة على مفهوم المجتمعات التطبيقية. وعلى دور الاتصال المجتمعي في إعادة تكوين الوعي الايجابي والنقدي لدى الناس. وكيف أن الوسائل التكنولوجية الحديثة، وخاصة الرقمية، هي أدوات فعّالة يمكنها مساعدة الناس على تخطي العديد من العقبات التي تمنع تداول المعلومات وإنتاج المعرفة وتعميمها.

  الجلسة الأولى الجلسة الثانية الجلسة الثالثة الجلسة الرابعة
اليوم الأول جلسة مفاهيم التكنولوجيا للتنمية التواصل والإعلام المجتمعي التواصل والإعلام المجتمعي وضع الخرائط التقنية؛ كيف؟
اليوم الثاني مفاهيم وطرق تشكيل (إنشاء/ابتكار/ الخروج ب ) نوعية وشكل المنتج الإعلامي (سمعي-بصري- مكتوب) تابع- مفاهيم وطرق تشكيل (إنشاء /ابتكار/الخروج ب) نوعية وشكل المنتج الإعلامي (سمعي-بصري- مكتوب) تابع- مفاهيم وطرق تشكيل (خلق/ابتكار/الخروج) بنوعية وشكل المنتج الإعلامي (سمعي-بصري- مكتوب) تابع- مفاهيم وطرق تشكيل (خلق/ابتكار/الخروج) بنوعية وشكل المنتج الإعلامي (سمعي-بصري- مكتوب)
اليوم الثالث جلسة تطبيقية جلسة تطبيقية جلسة تطبيقية جلسة تطبيقية
اليوم الرابع عروض وخلاصات عروض وخلاصات تقييم عام واختتام  

تفصيل جلسات التدريب وأمثلة عن نتائج التدريب أو عمل المشاركين

جلسات اليوم 1 شرح الجلسة مع أمثلة ونماذج
مفاهيم التكنولوجيا للتنمية يعرض المدرب المفهوم باستعمال لبرنامج العرض الالكتروني (باور بوينت) لمدة نصف ساعة على الأكثر. بعدها يدير نقاشاً جماعياً بمدة ساعة على الأكثر
التواصل والإعلام المجتمعي
في جلستي عمل
وتهدف هذه الجلسة إلى تعريف المشاركين بأنواع عمليات التواصل والاتصال المجتمعي، وبالتحديد منها (البروباغندا )وكيفية الانتباه منها وعدم الوقوع فيها. ويتم ذلك عبر عرض الكتروني لنماذج من حملات (بروباغندا) منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية وحتى الوقت الحاضر. ولهذا الغرض، يقوم المدرب أولاً بعرض نماذج لملصقات ويطلب من المشاركين تحديد الرسالة التي تقولها هذه الملصقات، كما يعرض أيضاً أفلام دعائية (سياسية واجتماعية) قصيرة ليقوم المشاركون بتحليلها وتحديد أهدافها وكيفية تأثيرها على الناس. مثال: يقوم المشاركون بتحليل الملصق، ويمكن للمدرب أن يساعد المشاركين إذ يقوم بتقديم تحليل موجز للملصق على أن يقوموا هم بتحليل الملصق اللاحق بأنفسهم.


ويمكن للمدرب أيضاً أن يقوم بتوزيع بعض أعداد الصحف المحلية أو حتى الأغاني أو بعض الأفلام لتحليلها بنفس الطريقة.
وضع الخريطة التقنية. كيف؟ يقوم المدرب بالطلب من المشاركين استحضار المنتجات الرقمية التي قرروا العمل عليه (تنفيذها) من بعد أن أنهوا التداول والتشاور مع المجتمع المحلي حولها، وبعد أن أخذت مؤسستهم القرار بالدخول في عملية إنتاجها. ثم يقوم المدرب بالبدء بإعطاء نموذج لخريطة تقنية وذلك عبر بنائها (على سبيل التمرين) مع المشاركين. وهنا مثال:

الخريطة التقنية لأحد المنتجات الرقمية:


عرض المعلومات سيتم على طريقة HTML كَـموقع على الشبكة (Website) من خلال قرص مدمج (CD).

رقمنة المعلومات:

يختم المدرب الجلسة بالطلب من المشاركين (كل مركز على حدة) رسم الخريطة التقنية للمنتج الرقمي الذي يريدون تنفيذه بالاستعانة بالمثال أعلاه، ويقوم المدرب بمرافقة هذه العملية وتصويبها حيث يجب.

يوم التدريب الثاني:
يتم تخصيص يوم عمل كامل لموضوع الابتكار ومفاهيم وطرق التصميم الفنية للمواد البصرية والأخرى السمعية- البصرية.
ومن خلاله نتوقع أن يخرج المشاركون بالتالي:

  • ما هي المبادئ الأساسية للتصميم البصري،
  • ما هي المبادئ الأساسية للتصميم السمعي-البصري،
  • ما هي تقنيات التصميم البصرية على الكمبيوتر،
  • ما هي تقنيات التصميم السمعية- البصرية على الكمبيوتر،
  • ما هو الإعلام وما هو الإعلان وما الفرق بينهما؟
  • ما هي ال USP أو Unique Selling Proposition (فكرة البيع الفريدة) وما علاقتها بعملنا التواصلي،

جلسات يوم 2 شرح الجلسة مع أمثلة ونماذج
مفاهيم وطرق تشكيل (خلق/ابتكار) للخروج بنوعية وشكل المنتج الإعلامي (سمعي-بصري- مكتوب) تهدف الجلسة الأولى إلى الدخول في الموضوع من خلال تعريف ال فكرة البيع الفريدة USP وما علاقتها بعملنا التواصلي.

ويكون ذلك من خلال التمرين التالي:
يتم توزيع ملصقات متنوعة على المشاركين، ويتم الطلب منهم استنتاج موضوع كل ملصق والهدف منه.
ويزود المدرب المشاركين بالشبكة المساعدة التالية:
الهدف الجمهور المستهدف الجو العام ال USP
       
وهنا مثال:

الهدف الجمهور المستهدف الجو العام ال USP
التحذير من التدخين/ إيقاف التدخين المراهقين تخويف – ترهيب ستموت
مثال آخر:

الهدف الجمهور المستهدف الجو العام ال USP
الحد من استخدام الأطفال في الحروب الحكومات - تجار الأسلحة – الأحزاب العسكرية وبشكل عام : العالم كافة اللعب على الكلام - النصيحة الطفل إنسان برئ
مفاهيم وطرق تشكيل (خلق/ابتكار/الخروج) بنوعية وشكل المنتج الإعلامي (سمعي-بصري- مكتوب)
الجلسة الثانية
وتهدف إلى تعريف كل من الإعلان والإعلام والفرق بينهما.
يبدأ المدرب بعصف ذهني حول كلمتي الإعلان والإعلام.
ثم يقوم المدرب وبمساعدة المشاركين بتصنيف الإجابات التي وردت تحت كل كلمة.
مثال:
الإعلام الإعلان
  • إيصال فكرة
  • وسائل
  • برامج
  • محاضرات
  • تحليل
  • مشاركة الرأي العام
  • صحف
  • تجاري
  • تسويق منتج
  • تجاري
  • دعاية
بعد ذلك،
يقوم المشاركون بالتوزع على مجموعات عمل صغيرة للخروج بتعريف لكل كلمة وذلك بالاستناد إلى نتائج الجدول أعلاه.
مفاهيم وطرق تشكيل (خلق/ابتكار/الخروج) بنوعية وشكل المنتج الإعلامي (سمعي-بصري- مكتوب)
الجلستين الثالثة والرابعة
تهدف هاتان الجلستان إلى تعريف المشاركين على نظريات ومبادئ الإنتاج البصري والبصري – السمعي.
ابدأ الجلسة بتمرين صغير هو التالي:
يوزع المدرب على كل مشارك مجموع من ألواح الكرتون الملونة مع مقصات ولاصق وأوراق بيضاء كبيرة.
ويكون على كل مشارك توليف قصاصات من الكرتون الملّون يعبّر فيها عن مشاعر معيّنة يعشها في الوقت الحاضر.
بعد أن يعرض كل مشارك توليفته،
يقوم المدرب بإدارة نقاش حول الألوان وعلاقتها بالمشاعر والكيف أن كل لون يعكس جواً معيناً وكيف أنه يمكننا استعمال هذه التباينات في الألوان لخلق إحساس معيّن لدى المشاهد.
مثال:
يمكن للون الأحمر أن يعكس: الدم - الخصوبة – الإثارة –الثورة – الجنس - الحب – الخطر – اليسار – الكفاح– الحرب،
بعد ذلك، يقدم المدرب للمشاركين دائرة الألوان وتصنيفها (الألوان الحارة والأخرى الباردة).

جلسات يوم 3 شرح الجلسة مع أمثلة ونماذج
الجلسات التطبيقية
يوم عمل كامل
يقوم المشاركون في هذه الجلسات، وعلى مدار يوم عمل كامل، وبوجود المدربين الأساسيين، على العمل لإنتاج المنتجات الرقمية التي قد قرروا العمل عليه.
يقوم المدرب، أو الجهة المنظمة، بتوفير أجهزة كمبيوتر محمولة بنسبة 1 لكل 3 مشاركين أو مركز على الأقل،
بالإضافة إلى جهاز خادم server وأجهزة تصوير وأجهزة تسجيل بصرية وسمعية- بصرية.
بالإضافة إلى ذلك،
يتم توفير البرامج المعلوماتية الضرورية للعمل مثل:
Power point باور بوينت,
Flash فلاش
Adobe Photoshop أدوبي فوتوشوب
Etc… إلخ،

جلسات يوم 4 شرح الجلسة مع أمثلة ونماذج
جلسات العرض والتصويب
يوم عمل كامل
 

الوثائق والمواد التي تم توزيعها خلال البرنامج التدريبي للمراحل 3 و4

للتوزيع في نهاية الجلسة الأولى من اليوم الأول

هناك علاقة متبادلة ما بين المجتمع والفرد.
المجتمع هو مجموعة أفراد، والفرد هو جزء من المجتمع يؤدي عمل ما له، والفرد هو العنصر الأساس في المجتمع، من دونه لا يتطور المجتمع. وحتى يصبح العنصر الأساس، على الفرد أن ينتظم بشكل تنظيمي. ووجود الفرد يحدد بوجود المجتمع.

بين مجموعة الأفراد، هناك:

  • العلاقات فيما بينهم
  • مفاهيم مشتركة
  • بيئة واحدة
  • عادات وتقاليد
  • الانتماء
  • الذاكرة الفردية والجماعية
في الواقع، فإن الخبرات والتجربة تعطي الفرد القدرة على الاستمرارية.

التاريخ هو الذاكرة وتراكم الخبرات-- توثيق الذاكرة يكتب التاريخ --
التاريخ مرتبط بـ:
  • الجغرافيا
  • الوقت
  • الاقتصاد
  • الثقافة
  • السياسة
  • العلوم
المعلومات:
  1. اللغة
  2. أدوات اتصال
  3. مفاهيم مشتركة
  4. المكان
  5. الوقت
عوامل التطور في المجتمعات:
  • امتلاك وسائل الإنتاج
  • دافع للتطور
  • القدرة على استعمال وسائل الإنتاج
  • ملكية مجتمعية لوسائل الإنتاج
  • القدرة على إنتاج المعرفة
  • حرية وسهولة تداول المعلومات،
خصائص بعض الأدوات التكنولوجية للاتصال:

التلفزيون: صوت وصورة، الحيوية/ ملزم بوقت محدد لتلقي المعلومات، ملزم بمكان، وجهاز تلفاز وكهرباء
الإنترنت: الحدود الزمنية والجغرافية غير موجودة، شاملة، تواصل ومعلومات أكثر، مساحة علنية (مشتركة)، حرية رأي أكثر، وجود الأرشيف الكبير وفي مختلف المجالات وحرية الوصول إليه والإضافة فيه، نحصل على المعلومات حسب الحاجة، وجود خيارات أكثر، غير ملزم بوقت محدد أو ببرمجة يضعها غيري، فورية وحيوية.
الجرائد: جامدة، سهولة التنقل، غير ملزم بمكان أو زمان.
الأفلام: حركة، حيوية، صوت وصورة، أفكار أكثر وأشمل، مساحة أكبر للتعبير، تأثير أكبر في طريقة عرض الأفكار، ملزم بزمان ومكان، تأثير أكبر، يفرض الانتباه، جهد أقل، مركزية بالرسالة (وقت، زمان، قضية / قصة معينة).

للتوزيع في نهاية الجلسة الثانية من اليوم الأول:

(الدعاية) البروباغاندا:

  • استعمال وسائل تناقل المعلومات والاتصالات لتوصيل أطروحات معينة
  • تصوير الفكرة بشكل يلامس شعور الناس وأحاسيسهم أو مشاكلهم
  • هدفها التأثير أكثر من الإخبار
  • صدى عند الناس / موضوع نقاش
  • عدم نشر الحقيقة كاملة / عدم توافق الواقع مع المصالح
تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات:
  • كتابة على الحيطان
  • راديو
  • تلفاز
  • كرّاس
  • ملصق
  • مطوية
  • لوحة إعلانات
  • يافطات
  • مطبوعات
  • جرائد
  • كابل
  • انترنت
  • اجتماع / نقاش
  • صور
  • اعتصام / مظاهرة
  • كتب / كتيبات
  • أغاني / موسيقى
  • أفلام متحركة
  • أشرطة مطبوعة
  • شارات (تعليق على الصدر)
  • ملصقات صغيرة مطبوعة
العلاقة بين الفئة المستهدفة وتشكيل الهوية للمنتج
  • العنوان
  • الشكل
  • الشعار
  • نوعية الورق
  • الألوان
  • الخط
  • التنظيم
  • حجم الخط
  • دعايات
  • ألوان

للتوزيع في نهاية اليوم الأول

المجتمعات التطبيقية

Communities of practice


www.knowledgeboard.com/knowledgebank/book.html

مقدمة: "تحصيل المعرفة هو عمل اجتماعي"

تحصيل المعرفة لا يتحقق بقدرة الوصول إلى المعلومات بل إنه حراك عملي يتطلّب الوصول والتحليل وتطبيق الأفكار واستنتاج العبر منها. فالحصول على المعرفة يتطلب أولا تشاركاً مجتمعياً في تحصيلها. مثل على ذلك هو اكتساب اللغة، فالطفل مثلاً يتعلم اللغة من محيطه المجتمعي. معظم المفردات التي يتعلمها الإنسان تأتي من حياته وعمله وعلاقاته الاجتماعية.
"إن الإنسان كيان اجتماعي" وان الفعل التطبيقي لأي إنسان هو رغبته وقدرته على التفاعل الاجتماعي، وهذا مما مكن المجتمعات الإنسانية من تطوير أشكال متطورة ومعقدة للتواصل ،كاللغة. تطور وسائل الاتصال ما بين الناس هو ما يسرع عملية تطور وانتشار المعرفة.
إن أي فرد منا هو نتاج حيوي لما ينتجه المجتمع من معرفة مجتمعية، والأخير أيضا هو محرك إضافي في عملية إنتاج المعرفة المجتمعية. فكثير من الأشياء التي نتعلمها، نتعلمها بفعل الممارسة الاجتماعية، ونزيد على هذه المعرفة إن استطعنا إنتاج طرق وأفكار جديدة تضاف على المعرفة المجتمعية. مثلاً إن ما يعرفه أي طالب مدرسي اليوم هو حصيلة التطور والتقدم البشري وهو اكبر بأشواط ما كان يعرفه أجدادنا عن الحياة، مما يعني أن التطور المعرفي هو نتاج التفاعل البشري مع ذاته ومع الطبيعة المحيطة به.

المجتمعات التطبيقية:
لمعرفة ما نعني بالمجتمع التطبيقي علينا أن ننظر إلى العلاقات المعرفية والاجتماعية التي تجمع ما بين الناس، مما يعني ما هي العلاقات الموجودة فعلاً في حياتنا اليومية. لكل علاقة اجتماعية ثقل معرفي ومجموع هذه العلاقات هي النسيج المعرفي أو الشبكة المعرفية التي تحيط بأي شخص منّا. فإذا طلبنا من احدهم تحديد العلاقات الاجتماعية والمعرفية التي تحيط به لرأينا رسما مشابهاً لهذه الخارطة.




إن هذه العلاقات تمثل معبراً أو بوابة لتوارد المعلومات، وهي تشكل الخارطة المعرفية لأي شخص منا. وان المجتمع هو عبارة عن مجموعة ضخمة من العلاقات الاجتماعية، منها العلاقات المباشرة ما بين الأفراد، ومنها غير المباشرة كالعلاقات ما بين الأفراد والمؤسسات والكيانات الاجتماعية، كالإعلام والدولة. إن مقدار المعرفة المتواجد في مجتمع ما يعتمد على الحصيلة المعرفية لمجمل العلاقات فيما بينه. وان حصيلة هذه المعرفة تشكل الدفة التي يقاد بها المسار الاجتماعي من قبل أعضائه. إن كل معرفة هي عمل تطبيقي بحد ذاته إذ أنها في أبسط توصيف لها نتاج فكري بشري، أي أنها عمل إنساني.
إن أي من الكيانات المجتمعية الموجودة والمؤسسات يجمع أفراداً بعلاقات متشابهة وهي مجتمعات تطبيقية إذ أن فعل ممارسة العلاقات الاجتماعية هي تطبيق بحد ذاته. الموضوع هنا هو إنتاج مجتمعات تطبيقية هادفة، أي أنها تهدف إلى إنتاج معرفة أو التعلم فيما بينها من اجل هدف محدد. لا مجال للتمييز هنا بين المجتمعات التطبيقية الهادفة والغير هادفة، إذ أنها جميعها تعبر عن حاجة إنسانية ضرورية ضمن الفضاء المجتمعي.
مثل عن المجتمعات التطبيقية غير هادفة هو مجموعة من الأصدقاء تتشارك الأخبار والأحداث. هي بحد ذاتها ليست هادفة ولكن في صيرورتها تهدف إلى ممارسة العلاقات الاجتماعية والى التعلّم بشكل عام، ولكنها لا تحوي هذه الأهداف كشرط مسبق .
وأما المجتمعات التطبيقية الهادفة فقد تكون ممثلة هنا في العمل الاجتماعي أو العمل السياسي أو الحزبي، ففي كل من هذه المجتمعات التطبيقية، الهدف موضوع كشرط مسبق.
تعريف التطبيق هنا يقع على مستويين أو يصبوا نحو هدفين.
الهدف المبدئي: وهو الهدف الأبسط الذي يمتزج مع الوسيلة ويسد حاجة فردية مباشرة وهي الممارسة الاجتماعية.
الهدف العملي: وهو الهدف المتفق على تحقيقه ما بين أعضاء المجتمع، هو الهدف الإنتاجي أو التطبيقي أو العملي من بناء مجتمع تطبيقي ما.
فما هو لربما التعريف المباشر للمجتمع التطبيقي؟

استعمل هذا التعبير لأول مرة من قبل الباحثين "جان لاف" و "ايتيان وينجر" في مشروع اشتركا فيه من اجل تقييم وإعادة صياغة المفاهيم التعليمية.
وصف "لاف" و"وينجر" المجتمعات التطبيقية بـ:
"عدد من العلاقات ما بين أفراد ونشاطات والعالم، تتماشى مع الوقت ،وفي علاقاتها، مع مجتمعات تطبيقية بعيدة ومتشابكة" أو
المجتمعات التطبيقية هي مجموعة من الناس يتشاركون الهموم أو الاهتمامات نفسها، ويتعلمون كيف يترجمون أهدافهم إلى واقع من خلال التفاعل اليومي فيما بينهم
إن التعلّم ليس بعمل فردي، بل هي نتاج التفاعل والمشاركة الفعلية في المجتمع، لذا فإن التعلّم يصبح تطبيق اجتماعي.
المفهوم اليوم، يستعمل في كثير من المجالات كالقطاع الخاص والقطاع العام، والمنظمات غير الحكومية، والمسارات التعليمية والانترنت.
أحد أكثر الأمثلة المعروفة عن المجتمعات التطبيقية نشأ ما بين تقنيي إحدى الشركات الكبرى لصناعة معدات الطباعة . فمن خلال التشبيك ومناقشة الصعوبات التي يواجهونها في عملهم والحلول التي يستخدمونها، تمكن هذا الفريق من تأمين فعالية عالية في تحديد الأعطال وتصليح الناسخات. إن التأثير الذي أحدثه هذا الفريق على الزبائن وخاصة في النوعية كان لا يقدر بثمن. كانت هذه المبادرة مبادرة طوعية ولم تكن برنامجاً أعدته ونظمته الشركة.
المجتمعات التطبيقية مؤلفة من ناس يتشاركون فيما بينهم في عملية تعلّمية تشاركية في مجال إنساني ما: قبيلة ما تتعلم كيف تعيش وان تستديم، مجموعة من الفنانين يبحثون عن آليات جديدة للتعبير، مجموعة من المهندسين يعملون على حل بعض المشاكل أو الأعطال، مجموعة من التلامذة يعملون على تحديد هويتهم في المدرسة، مجموعة من الأطباء أو الجراحين يبحثون في طرق وعلاجات جديدة، مجموعة من الناشطين يبحثون في طرق جديدة لتحديد والعمل من اجل بعض القضايا، مجتمع محلي يسعى إلى الاستحصال على الحقوق، الخ...

المجتمعات التطبيقية وتقنيات المعلومات والاتصال

كون المعرفة هي نتاج تفاعل بشري وهي نتاج بشري تشاركي، لذا فإن تطور المعرفة يرتبط بشكل مباشر بتطور أدوات التواصل والاتصال.
المجتمعات التطبيقية هي محدودة بفعل وسائل الاتصال المتوفرة لديها، فإذا أخذنا القبائل الأولى في التاريخ البشري نرى أن هذا المجتمع يقتصر فيه فعل المشاركة على مدى قدرة الفرد في إيصال صوته إلى الآخر.
عندما تطورت الكتابة، لم يعد هنال حاجة أن إلى أن يبقي الناس في مكان جغرافي واحد حتى يحق لهم فعل المشاركة. وبعدها تطور بعض وسائل الاتصال أكثر وأكثر. سهل هذا الشيء نشوء المجتمعات التطبيقية في أشكالها المحلية، والقومية، الإقليمية والعالمية. وتعدى تطبيقها مستوى الواقع الحياتي والجغرافيا المشتركة لتصبح متواجدة على أكثر من مستوى: سبل الحياة، الاهتمامات، السياسية، الفكر، الهوايات، الاعتقادات والأديان، نوع العمل، الفلسفة، اللغة أن عدد القطاعات التي يمكن فيها بناء مجتمعات تطبيقية غير محدود. استعمال الهاتف والانترنت، يتحول شيءً إلى شيءّ إلى حاجة أساسية من ضمن حياتنا اليومية ولكن علينا أيضا أن ننظر في المقابل إلى أنه لم تزل هناك هوة معلوماتية كبيرة ما بين الفقراء والأغنياء في العالم.
دعونا نقارن بعض وسائل الاتصال الأساسية (الصوت، الهاتف، الانترنت) بقدرة الإنسان على التواصل


فالصوت مثلاً ليصل من شخص إلى آخر يحتم على الشخص على أن يكون على مقربة من المستمع، وهذا أيضا يضع تحديداً آخراً وهو عدد المستمعين، وشيء آخر هو عامل الوقت المشترك، فعلى الجميع أن يكونوا موجودين في مكان ما في وقت محدد.


إما الهاتف فهو يمكن الشخص من الاتصال بشخص آخر في مكان آخر، ويمكنه الوصول أيضا إلى عدد أشخاص أكثر مما يمكنه صوته من الحصول عليه في المثل الأول.


إما الانترنت فهي تمكننا من نقل الصوت، الصورة النصوص، يصبح ممكناً لأي فرد موجود على الشبكة من التواصل مع ناس مختلفين من أي مكان وفي أي زمان، ففي حالة الانترنت أن عدد العلاقات الاجتماعية والمعرفية يزداد بقدرة الشخص على التعامل مع الكم من العلاقات والمعلومات المتواردة.
وجبت المقارنة هنا لنرى كمية المعرفة المنتجة في استعمال كل منها على حدة، حتى نستطيع تصور المجتمعات التطبيقية التي يمكن تنفيذها. فكلما استطاع الإنسان أن يبني علاقات اجتماعية ومعرفية أكثر، توفر لديه كم معرفي اكبر.

المجتمعات التطبيقية الافتراضية

إن كون الانترنت تمثل الآن الوسيلة الفضلى للاتصال حول العالم، قادرة على وصل الجميع بالجميع، يجعل من الطبيعي أن تظهر مجتمعات تطبيقية افتراضية.
فمن السهل أيضا إنتاج علاقات معلوماتية افتراضية على الانترنت مشابهة أو مطابقة التي هي موجودة فعلاً، مما يسهل ويشجع على نشوء مجتمعات تطبيقية افتراضية.
وهناك المساحة التي تقدمها الانترنت من إمكانية التواصل ونشر المعلومات، فالحق المبدئي في التعبير موجود في الانترنت بشكل أسهل وإمكانية تطبيقه أسهل من تطبيقه من خلال العمل على نشر رأي ما أو فكرة ما في صحيفة ما أو على محطة تلفزيونية ما.
إذا نظرنا إلى إحدى الخارطات التي تصور الشبكة العالمية أو الانترنت، نستطيع أن نلحظ بشكل مباشر إمكانية نشوء مجتمعات تطبيقية افتراضية وضخامة حجمها في إنتاج المعرفة.


لربما يتساءل الكثيرون عما إذا كانت التكنولوجيا المطلوبة من أجل إنشاء مجتمعات تطبيقية افتراضية، موجودة فعلاً؟ الجواب هو: نعم

إحدى أكثر النظم المعروفة من اجل إنشاء مساحات افتراضية تتوافق ومفاهيم المجتمعات الافتراضية هي الويكي (wiki) ومثل على ذلك هي الموسوعة المفتوحة wikipedia.org، مثال آخر على هذه التقنية هو دروبال drupal (drupal.org) وهو نظام إدارة للمعلومات (content management system) يكفي أن يتم تخصيص النظام وتحديد حقوق الأعضاء والمشاركين بشكل يتناسب مع المجتمعات التطبيقية ليصبح جاهزاً للاستعمال.
الوقت المطلوب لتحميل النظام وتفعيله لا يتعدى ال 15 دقيقة، وبعد ذلك تأتي مهمة تخصيصه وتحديد مسارات النشر وادوار المنتسبين وكيفية تنظيم المحتوى.
هي مساحات افتراضية حيث تكون علاقات الاتصال ما بين جميع الأعضاء متوازية ومتساوية، مما يعني أن كلفة تحويل المعلومات تنعدم نسبياً. مما يعني أن المحتوى الذي يتم تطويره، يتم من خلال التفاعل ما بين الأعضاء بشكل غير مركزي، فتنتفي آليات التدقيق والتحرير، ويتحول عمل المحرر أو مهندس المعلومات إلى تنظيم المعلومات بدلاً من إنتاجها. وهذا يؤسس لغزارة في الإنتاج المعلوماتية أو المعرفي
أن الخوف الذي قد يتوارد البعض من هذه المجتمعات التطبيقية هو الspam أو انخفاض القيمة المعرفية للمعلومات المتداولة، الخوف هنا مبرر ولكنه ينتفي بفعل أن الكلفة لنقل وتوارد المعلومات هي معدومة ومفتوحة، فهذا يعني أن أعضاء المجتمع بأكمله يكونون حريصين جماعياً على نوعية المعلومات التي يتم عرضها ونشرها، مما يصعّب عمل من يريد أن ينشر معلومات ذات قيمة متدنية.
مثل على ذلك هو الجداريات أو الغرافيتي في الأحياء، قد يقوم شخص ما برسم شيء ما على الحائط، مما لا يعجب معظم السكان في الحي، بعد قليل يقوم احدهم برسم شيء آخر، ويقوم ثالث بزيادة شيء ما على الرسم، ثم يقوم رابع بدهن الحائط، ويستمر ذلك حتى يرسى على رسم يتوافق ومعايير أغلبية المجتمع فيبقى الرسم معلماً مجتمعياً يسعى الجميع للحفاظ عليه.
إنها نفس الآلية في آليات النشر المفتوح أو المجتمعات التطبيقية، فإذا كان الجميع لهم حق المشاركة في إنتاج المعلومات فإن القيمة المعرفية هنا ستزيد ولن تنقص.

ما هي الاستخدامات الأكبر للمجتمعات التطبيقية الافتراضية؟

لربما أكثر الاستخدامات للمجتمعات التطبيقية الافتراضية هي التوثيق، والأبحاث والصوت المجتمعي.
فالتوثيق مثلاً يحتاج إلى الكثير من التنظيم المعلوماتية والكثير من الجهد في تجميع المعلومات، وبوجوده على الانترنت يمكن الفريق العامل من إشراك عدد اكبر من الناس في عملية التوثيق وإدخال عدد اكبر من البيانات والمعلومات يؤدي إلى زيادة الحجم المعرفي لعملية التوثيق، وتمكننا الانترنت من الاستغناء عن الحاجة إلى مساحات ضخمة من اجل تخزين المعلومات، لأنها بشكلها الرقمي تممكن من استبدال غرفة كاملة من الأوراق بالـقرص الصلب Hard disk واحد لا يتعدى حجمه الكتاب الواحد.
إما الأبحاث فهي بحاجة إلى الكثير من المشاركات وتوفير عدد اكبر من النقاش والتحليل، وإذا أردنا فعلها خارج العالم الافتراضي فهي تحتاج إلى الكثير من الوقت والكثير من التنسيق والتنظيم، مما يجعل كلفتها عالية جداً وقد يؤثر على الإنتاجية المعرفية، إما افتراضياً، فمن الممكن إشراك أعداد كبيرة من الناس والباحثين، فعندما يكثر المراقبون، يظهر جميع الأخطاء.
إما إنتاج صوت مجتمعي افتراضي، فهو لربما من الأمثلة الأكثر دلالة على جدوى العالم الافتراضي، فإن الكثير من الجماعات المهمشة أو المميز ضدها أو المضطهدة، تجد مخرجاً لها من عزلتها من خلال الانترنت، أي أنها تبني صوتا اجتماعياً أو إعلاماً مجتمعياً (محلياً) ينقل همومهم وأفكارهم وتقاليدهم إلى العالم ويمكنهم من فرض وجودهم ضد التمييز الحاصل ضدهم.

كيف ننشئ مجتمعات تطبيقية افتراضية؟

لربما كان الشكل الأسهل والأبسط لتنفيذ أو إنشاء مجتمعات تطبيقية هو من خلال مواقع الربط الاجتماعي، مثل Facebook.com و Myspace.com، هذه المواقع مبنية بشكل أساسي من اجل التواصل الاجتماعي والتواصل ما بين الأصدقاء، ولكن يمكنكما في كلا الموقعين من إنشاء مجموعات افتراضية، أو مجتمعات تطبيقية مبسطة وهي ترتكز بشكل أساسي على إنشاء قاعدة معلوماتية مشتركة ومن خلال المشاركة ما بين الأعضاء بالنقاش. فيمكنك مثلاُ إنشاء مجموعة افتراضية تختص بالبيئة ودعوة أصدقائك ومن تعتبرهم مهتمين بالموضوع، بعدها يمكنك كما الأعضاء إنشاء مواضيع للنقاش على الـDiscussion Board، كما يستطيع أعضاء المجموعة من تحميل الصور، التعليق عليها، الكتابة على "الحائط" الخاص بالمجموعة. لربما كان أكثر استعمال للحائط هو نقاش كيفية بناء المجموعة. وفي هذا الشكل تكون قد أنشأت مجتمع تطبيقي مبدأي أو بسيط. ولكن المشكلة الأساسية لهذه المواقع هي أنها محدودة الخيارات بما يمكن فعله، ولكنها قد تعطيكم فكرة عما تكون عليه المجتمعات التطبيقية.
إما إذا أردتم إنشاء مجتمعات تطبيقية مختصة أو أكثر تلاؤما مع حاجاتكم ومبادئ المجتمع التطبيقي فالطريقة الفضلى هي من خلال إنشائها وبنائها بأنفسكم. ليس هناك طريقة موحدة من اجل إنشاء مجتمعات تطبيقية افتراضية، فهي تبنى من خلال التطبيق والتشارك اليومي ما بين الأعضاء، ما نستطيع فعله هنا هو تحديد المفاهيم التي تبنى على أساسها هذه المجتمعات التطبيقية الافتراضية. أن أهم هذه المفاهيم هي:

  1. تصميم نُظمي مُعدّ للتطور
    أن المجتمعات التطبيقية هي بطبيعتها شبكات عضوية ومتفاعلة من داخلها وفيما بينها، لذا أن تصميم هكذا مواقع أو مجتمعات عليه أن يعنى بتصميم مساحة للتطور وليس مغلق لا يمكن المجتمع هذا من التطور. فإن التصميم هنا عليه أن يكون محركاً للتطور. وهنا على المصمم أن يكون مدركاً بتصميم كيفية بناء قواعد معلومات ديناميكية وعضوية، وليست محددة مسبقاً.
  2. بناء مساحات عامة وأخرى خاصة
    أن وجود المساحات الخاصة والعامة ضمن المجتمعات التطبيقية هي ضرورية جداً إذا أنها تترك الخيار هنا حول كيفية النشر والتشارك في المعلومات، أن كان في شكلها العام والخاص، أمثلة عن هذه المساحات الخاصة هي مثلاً المدونات ال"بلوغ" أو Blog، وشيء آخر يعد من المساحات الخاصة هي قدرة التواصل الفردي كالبريد الالكتروني أو الرسائل القصيرة ما بين الأعضاء. مثل عملي على ذلك، هو مثلاً عندما يقرأ احدهم ما كتبه شخص آخر، ويأس اهتمامه ويريد نقاش الموضوع بشكل مباشر مع الكاتب لعدم قدرته مثلاً على المشاركة العلنية بسبب عدم إلمامه الكبير بالموضوع أو لأنه يريد الدخول في تفاصيل لا تعني معظم المشاركين.
  3. التركيز على تنظيم جيد للمعلومات
    في المراحل الأولى للمجتمعات التطبيقية، قد يكون تنظيم المعلومات هو شيء سهل ولكن مع توسعها وازدياد حجمها يصبح العمل على تنظيم المعلومات شيئاً أساسيا إن لم يكن محورياً لتنامي المجتمع التطبيقي وتطوره، فوفرة المعلومات الغير المنظمة قد تكون أشبه بفوضى معلوماتية من كونها مساحة معرفية مجتمعية. من الأسس الأولى لتنظيم المعلومات هي أن يكون بمقدرة الجميع الوصول إلى جميع المعلومات بشكل بسيط ومن دون عناء كبير، أيضا يجب أن تكون المعلومات منظمة بشكل تتناسب مع حاجة الأعضاء. أن إنشاء تنظيم جيد للمعلومات يتطلب عملاً جماعياً وليس فردياً، فمن الحلول الكثيرة الموجودة هي إنشاء مساحة للنقاش حول هذا الموضوع ضمن الموقع الذي يستضيف المجتمع التطبيقي حيث يمكن لمن هو مهتم بالموضوع المشاركة. إن ازدياد حجم المشاركة في تنظيم المعلومات هو العامل الأساسي في إنتاج تنظيم جيد للمعلومات.
  4. بناء حركية اجتماعية
    أن الحركية الاجتماعية هي عبارة عن مجموعة من الأفراد تعمل على تحفيز المشاركة من قبل الأعضاء، وهي، عملياً مثل لجنة إدارية تستطيع أن ترى التطور والمسار الذي يتخذه المجتمع التطبيقي وان تقترح حلولاً للمشاكل التي تطرأ وتستطيع أن تقترح أساليب ومواضيع جديدة للنقاش وتستطيع نوعاً ما أن تنظم المشاركات بشكل فعال وعملي. أن بناء الحركية الاجتماعية يؤثر بشكل أساسي على جودة ونوعية وكمية المعرفة المنتجة. على المجموعة المحفّزة أن يكون باستطاعتها الإلمام بأمور المجتمع والمعرفة الموجودة وان ترى الإمكانيات الجديدة والصعوبات الموجودة وتسعى إلى بناء المجتمع التطبيقي ليس كما تريد هي بل مواكبة الأعضاء فيما يريدون الوصول إليه.

للتوزيع في نهاية اليوم الثاني
نظريات الإعلام
مفهوم نظريات الإعلام:
يقصد بنظريات الإعلام خلاصة نتائج الباحثين والدارسين للاتصال الإنساني بالجماهير بهدف تفسير ظاهرة الاتصال والإعلام ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وأثرها في المجتمع. فهي توصيف النظم الإعلامية في دول العالم، على نحو ما جاء في كتاب نظريات الصحافة الأربع لبيترسون وشرام.
علاقة نظريات الإعلام بفلسفة الإعلام:
هناك علاقة بين نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام. ففلسفة الإعلام هي بحث العلاقة الجدلية بين الإعلام وتطبيقاته في المجتمع، أي تحليل التفاعل بين أسس الإعلام كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع الاجتماعي. ويرى النظريون أن نظريات الإعلام جزء من فلسفة الإعلام، لأن فلسفة الإعلام أعم واشمل من النظريات، وكثيراً ما شاع استخدام نظريات الإعلام باعتبارها فلسفة الإعلام أو مذاهب الإعلام، ولكن في واقع الأمر فإن استخدام تعبير نظريات الإعلام كان في مجمله انعكاسا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقدات اجتماعية واقتصادية أو الحديث عن أصول ومنابع العملية الإعلامية(مرسل، ومستقبل، ووسيلة …الخ)
وترتبط النظريات بالسياسات الإعلامية في المجتمع، من حيث مدى التحكم في الوسيلة من الناحية السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خلالها، فهل تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلق الحرية أم تحددها بعض القوانين؟

  1. نظرية السلطة
    ظهرت هذه النظرية في إنجلترا في القرن السادس عشر، وتعتمد على نظريات أفلاطون وميكافيللي، وترى أن الشعب غير جدير بأن يتحمل المسؤولية أو السلطة فهي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها.
    وتعمل هذه النظرية على الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريح وسائل الإعلام، حيث تقوم الحكومة على مراقبة ما يتم نشره، كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمة والوزراء وموظفي الحكومة؛ وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص بإصدار المجلات إلا أنه ينبغي أن تظل وسائل الإعلام خاضعة للسلطة الحاكمة.
    وتمثل تجربة هتلر وفرانكو، (الديكتاتور الاسباني) تجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية، وقد عبر هتلر عن رؤيته الأساسية للصحافة بقوله:
    "إنه ليس من عمل الصحافة أن تنشر للناس اختلاف الآراء بين أعضاء الحكومة، لقد تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في أن يقول ما يشاء".
    ومن الأفكار الهامة في هذه النظرية أن الشخص الذي يعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام الجماهيرية، يعمل بها كامتياز منحه إياه الزعيم الوطني ويتعين أن يكون ملتزما أمام الحكومة والزعامة الوطنية.
  2. نظرية الحرية:
    ظهرت في بريطانيا عام 1688 ثم انتشرت إلى أوروبا وأمريكا، وترى هذه النظرية أن الفرد يجب أن يكون حرا في نشر ما يعتقد أنه صحيحاً عبر وسائل الإعلام، وترفض هذه النظرية الرقابة أو مصادرة الفكر.
    ومن أهداف نظرية الحرية تحقيق أكبر قدر من الربح المادي من خلال الإعلان والترفيه والدعاية، لكن الهدف الأساسي لوجودها هو مراقبة الحكومة وأنشطتها المختلفة من أجل كشف العيوب والفساد وغيرها من الأمور. كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمتلك الحكومة وسائل الإعلام؛ أما كيفية إشراف وسائل الإعلام في ظل نظرية الحرية فيتم من خلال عملية التصحيح الذاتي للحقيقة في سوق حرة بواسطة المحاكمة.
    وتتميز هذه النظرية في أن وسائل الإعلام وسيلة تراقب أعمال وممارسات أصحاب النفوذ والقوة في المجتمع، وتدعو هذه النظرية إلى فتح المجال لتداول المعلومات بين الناس بدون قيود من خلال جمع ونشر وإذاعة هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام كحق مشروع للجميع.

    نقد نظرية الحرية: لقد تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات والانتقادات. حيث أصبحت وسائل الإعلام تحت شعار الحرية تُعرّض الأخلاق العامة للخطر، وتقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دون مبرر، وتبالغ في الأمور التافهة من أجل الإثارة وتسويق المادة الإعلامية الرخيصة.
    كما أن الإعلام أصبح يحقق أهداف الأشخاص الذين يملكون أدواته أو وسائله على حساب مصالح المجتمع العامة وذلك من خلال توجيه الإعلام لأهداف سياسية أو اقتصادية خاصة، وكذلك من خلال تدخل المعلنين في السياسة التحريرية. وهنا يجب أن ندرك أن الحرية مطلوبة لكن شريطة أن تكون في إطار الذوق العام، فالحرية المطلقة قد تعني الفوضى وهذا يسيء إلى المجتمع ويمزقه.
  3. نظرية المسؤولية الاجتماعية:
    بعد أن تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات لابد من ظهور نظرية جديدة في الساحة الإعلامية. فبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم هذه النظرية على ممارسة العملية الإعلامية بحرية قائمة على المسؤولية الاجتماعية. وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل الرأي العام رقيباً على آداب المهنة وذلك بعد أن استُخدمت وسائل الإعلام في الإثارة والخوض في أخبار الجنس والجريمة مما أدى إلى إساءة الحرية أو مفهوم الحرية.
    ويرى أصحاب هذه النظرية أن الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفس الوقت، ومن هنا يجب أن تقبل وسائل الإعلام القيام بالتزامات معينة تجاه المجتمع، ويمكنها القيام بهذه الالتزامات من خلال وضع مستويات أو معايير مهنية للإعلام مثل الصدق والموضوعية والتوازن والدقة - ونلاحظ أن هذه المعايير تفتقد إليها نظرية الحرية – ويجب على وسائل الإعلام في إطار قبولها هذه الالتزامات أن تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانون والمؤسسات القائمة. ويجب أن تكون وسائل الإعلام تعددية تعكس تنوع الآراء والأفكار في المجتمع من خلال إتاحة الفرصة للجميع من خلال النشر والعرض، كما أن للجمهور العام الحق في أن يتوقع من وسائل الإعلام مستويات أداء عليا، وان التدخل في شؤون وسائل الإعلام يمكن أن يكون مبرره تحقيق هذه المصلحة العامة؛ أضف إلى ذلك أن الإعلاميين في وسائل الاتصال يجب أن يكونوا مسئولين أمام المجتمع بالإضافة إلى مسؤولياتهم أمام مؤسساتهم الإعلامية.
    وتهدف هذه النظرية إلى رفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن الانفعال، كما تهدف هذه النظرية إلى الإعلام والترفيه والحصول على الربح إلى جانب الأهداف الاجتماعية الأخرى .
    ويحظر على وسائل الإعلام نشر أو عرض ما يساعد على الجريمة أو العنف أو ماله تأثير سلبي على الأقليات في أي مجتمع، كما يحظر على وسائل الإعلام التدخل في حياة الأفراد الخاصة؛ وبإمكان القطاع العام والخاص أن يمتلكوا وسائل الإعلام في ظل هذه النظريات ولكنها تشجع القطاع الخاص على امتلاك وسائل الإعلام.
  4. النظرية السوفيتية(الاشتراكية)
    إن الأفكار الرئيسية لهذه النظرية التي وضع أساسها ماركس وانجلز، ووضع قواعد تطبيقها لينين وستالين يمكن إيجازها في أن الطبقة العاملة هي التي تمتلك سلطة في أي مجتمع اشتراكي. وحتى تحتفظ هذه الطبقة بالسلطة والقوة فإنها لابد أن تسيطر على وسائل الإنتاج الفكري التي يشكل الإعلام الجزء الأكبر منها. لهذا يجب أن تخضع وسائل الإعلام لسيطرة وكلاء لهذه الطبقة العاملة وهم في الأساس الحزب الشيوعي .
    تفترض المجتمعات الاشتراكية أنها مجتمعات لا طبقية، وبالتالي لا وجود صراع للطبقات. لذلك لا ينبغي أن تنشأ وسائل الإعلام على أساس التعبير عن مصالح متعارضة حتى لا ينفذ الخلاف ويشكل خطورة على المجتمع.
    لقد حدد لينين اختصاصات الصحافة وأهدافها :
    • زيادة نجاح واستمرارية النظام الاشتراكي وبوجه خاص دكتاتورية الحزب الشيوعي.
    • يكون حق استخدام وسائل وقنوات الاتصال لأعضاء الحزب المتعصبين والموالين أكثر من الأعضاء المعتدلين.
    • تخضع وسائل الإعلام للرقابة الصارمة.
    • يجب أن تقدم وسائل الإعلام رؤية كاملة للمجتمع والعالم طبقا للمبادئ الشيوعية ووجود قوانين موضوعية تحكم التاريخ.
    • إن الحزب الشيوعي هو الذي يحق له امتلاك وإدارة وسائل الإعلام من أجل تطويعها لخدمة الشيوعية والاشتراكية.
  5. النظرية التنموية:
    نظراً لاختلاف ظروف العالم النامي، والتي ظهرت للوجود في منتصف هذا القرن، من حيث أنها تختلف عن الدول المتقدمة من حيث الإمكانيات المادية والاجتماعية، كان لابد لهذه الدول من نموذج إعلامي يختلف عن النظريات التقليدية الأربع التي استعرضناها. ويناسب هذا النموذج أو النظرية أو الأوضاع القائمة في المجتمعات النامية فظهرت النظرية التنموية في عقد الثمانينات، وتقوم على الأفكار والآراء التي وردت في تقرير لجنة "واك برايل" حول مشكلات الاتصال في العالم الثالث. فهذه النظرية تخرج عن نطاق بعدي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف الأنظمة الإعلامية. فالأوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانية تطبيق نظريات الإعلام التي أشرنا إليها في السابق وذلك لغياب العوامل الأساسية للاتصال كالمهارات المهنية والمواد الثقافية والجمهور المتاح.
    تعتبر المبادئ والأفكار التي تضمنتها هذه النظرية هامة ومفيدة لدول العالم النامي لأنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنة الخارجية.
    كما أن هذه المبادئ تعمل على تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القومية والخصوصية الثقافية للمجتمعات؛ وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تسمح إلا بقدر قليل من الديمقراطية حسب الظرف السائدة إلا أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو إلى تضافر الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية، وتكتسب النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات الإعلام الأخرى من اعترافها وقبولها التنمية الشاملة والتغيير الاجتماعي.
    وتتلخص أفكار هذه النظرية في النقاط التالية:
    • يجب على وسائل الإعلام قبول تنفيذ المهام التنموية بما يتفق مع السياسة الوطنية القائمة.
    • ينبغي أن تخضع حرية وسائل الإعلام للقيود التي تفرضها الأولويات التنموية والاحتياجات الاقتصادية للمجتمع.
    • يجب أن تعطي وسائل الإعلام أولوية للثقافة الوطنية واللغة الوطنية في محتوى ما تقدمه.
    • إن وسائل الإعلام مدعوة في إعطاء أولوية فيما تقدمه من أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية الأخرى القريبة جغرافيا وسياسيا وثقافيا.
    • إن الصحفيين والإعلاميين في وسائل الاتصال لهم الحرية في جمع وتوزيع المعلومات والأخبار.
    • للدولة الحق في مراقبة وتنفيذ أنشطة وسائل الإعلام واستخدام الرقابة خدمة للأهداف التنموية.
    • نظرية المشاركة الديمقراطية:
      تعد هذه النظرية أحدث إضافة لنظريات الإعلام وأصعبها تحديداً. فقد برزت هذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدة في تنظيم وسائل الإعلام. فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجاري والاحتكاري لوسائل الإعلام المملوكة ملكية خاصة، كما أن هذه النظرية قامت رداً على مركزية مؤسسات الإذاعة العامة التي قامت على معيار المسؤولية الاجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول الرأسمالية.
      فالدول الأوروبية التي اختارت نظام الإذاعة العامة بديلا عن النموذج التجاري الأمريكي كانت تتوقع قدرة الإذاعة العامة على تحسين الأوضاع الاجتماعية والممارسة العاجلة للإعلام. ولكن الممارسة الفعلية لوسائل الإعلام أدت إلى حالة من الإحباط وخيبة الأمل بسبب التوجه الصفوي (من صفوة) لبعض منظمات الإذاعة والتلفزيون العامة واستجابتها للضغوط السياسية والاقتصادية ومراكز القوى في المجتمع كالأحزاب السياسية ورجال المال ورجال الفكر.
      ويعبر مصطلح "المشاركة الديمقراطية" عن معنى التحرر من وهم الأحزاب والنظام البرلماني الديمقراطي في المجتمعات الغربية والذي أصبح مسيطرا على الساحة ومتجاهلاً الأقليات والقوى الضعيفة في هذه المجتمعات، وتنطوي هذه النظرية على أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهيري الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل في توفير فرص عاجلة للأفراد والأقليات في التعبير عن اهتماماتها ومشكلاتها.
      وترى هذه النظرية أن نظرية الصحافة الحرة (نظرية الحرية) فاشلة بسبب خضوعها لاعتبارات السوق التي تجردها أو تفرغها من محتواها، وترى أن نظرية المسؤولية الاجتماعية غير ملائمة بسبب ارتباطها بمركزية الدولة ، ومن منظور نظرية المشاركة الديمقراطية فإن التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام لم يمنع ظهور مؤسسات إعلامية تمارس سيطرتها من مراكز قوى في المجتمع، وفشلت في مهمتها وهي تلبية الاحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقين لوسائل الإعلام.
      وهكذا فإن النقطة الأساسية في هذه النظرية تكمن في الاحتياجات والمصالح والآمال للجمهور الذي يستقبل وسائل الإعلام، وتركز النظرية على اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن في استخدام وسائل الاتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطاق صغير في منطقته ومجتمعه، وترفض هذه النظرية المركزية أو سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام ولكنها تشجع التعددية والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل والاتصال الأفقي الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع؛ ووسائل الإعلام التي تقوم في ظل هذه النظرية سوف تهتم أكثر بالحياة الاجتماعية وتخضع للسيطرة المباشرة من جمهورها، وتقدم فرصا للمشاركة على أسس يحددها الجمهور بدلا من المسيطرين عليها.

وتتلخص الأفكار الأساسية لهذه النظرية في النقاط التالية:

  • إن للمواطن الفرد والجماعات والأقليات حق الوصول إلى وسائل الإعلام واستخدامها ولهم الحق كذلك في أن تخدمهم وسائل الإعلام طبقا للاحتياجات التي يحددونها.
  • إن تنظيم وسائل الإعلام ومحتواها لا ينبغي أن يكون خاضعا للسيطرة المركزية القومية.
  • إن سبب وجود وسائل الإعلام أصلا هو لخدمة جمهورها وليس من أجل المنظمات التي تصدرها هذه الوسائل أو المهنيين العاملين بوسائل الإعلام.
  • إن الجماعات والمنظمات والتجمعات المحلية ينبغي أن يكون لها وسائلها الإعلامية.
  • إن وسائل الإعلام صغيرة الحجم والتي تتسم بالتفاعل والمشاركة أفضل من وسائل الإعلام المهنية الضخمة التي ينساب مضمونها في اتجاه واحد.
  • إن الاتصال أهم من أن يترك للإعلاميين أو الصحفيين.